الهلال الأول
تأسس نادي الهلال السوداني في الثالث عشر من فبراير عام1930م، ومنذ نشأته أصبح رائداً للحركة السودانية بضروبها المتنوعة، وتمارس فيه شتى المناشط الرياضية والثقافية،ككرة القدم، السباحة، كرة اليد،بجانب كرة السلة،والملاكمة،والتنس بأنواعه المختلفة ،ويقول المؤرخون أن اختيار اسم الهلال جاء في جلسة مسائية لمؤسسيه، فجأة أطل عليهم القمر، وسطع وأنار موقع الجلسة في ليلة منتصف الشهر، واختار أحدهم أن يكون اسمه القمر، ورد عليه أخر ولما لا يكون هلالاً، وتم الاتفاق على الاسم الكبير الذي كسب بمرور الوقت حب أغلبية الشعب السوداني، وأصبح هتافهم الكبير، وهو أول نادي يطلق عليه اسم الهلال في الوطن العربي، وهذا يعني أنه رائد أندية الهلال في الوطن العربي.
انجازات هلالية
حصل فريق كرة القدم على كأس الدوري المحلي لولاية الخرطوم ستة عشر مرة، وكانت هي المنافسة الأولى في السودان، ويمثل الفائز بها السودان أفريقياً وعربياً، وشعار النادي هو الأزرق الممزوج بالأبيض وفي وسطه هلال بارز. وصل فريق كرة القدم إلى نهائي بطولة الأندية الأفريقية الأبطال مرتين عام 1987وعام 1992حيث خسر في النهائي أمام الأهلي القاهري بعد تعادله معه في الخرطوم، وكان يدربه البروفيسور كمال شداد، الذي حل محل الأستاذ أحمد عبدالله، والذي قاده إلى النهائي في عام 1992أمام الوداد المغربي بعد تعادله معه في الخرطوم أيضا.
ويعتبر استاد الهلال الضخم والذي يقع في قلب العاصمة الوطنية أم درمان،و هو الاستاد الأمثل من ناحية المعمار والحجم، وسهولة الدخول اليه، والخروج منه،لذلك أصبح الاستاد المفضل للمباريات الدولية والمحلية والقارية الهامة، وتكون أول فريق لكرة القدم بالنادي من على عبدالله مبروك حارس للمرمى، وعبدالله سرور، فتح الله بشارة، حمدنا الله أحمد، نمر الأمين ،أدم رجب دفاعاً ،وأمين بابكر، حسين شرفي، يوسف التني، وعوض أبوزيد هجوماً.
حصل فريق كرة القدم على بطولة الدوري الممتاز، وهي أكبر بطولة في السودان ثلاث مرات منها مرتين متتاليتين، وهي بطولة حديثة تم تنظيمها قبل ثمانية سنوات، لعب الهلال أول مباراة باسمه بملعب حوش الخليفة بأم درمان في عام 1935م، وكان الهلال أول فريق يخرج من العاصمة ليلعب بالأقاليم، حيث سافر إلى مدينة الأبيض غرب السودان، و رافقته فرقة النادي للتمثيل حيث قدمت عروضها على مسرح كردفان، ويعتبر الهلال هو أول فريق سوداني يخرج خارج حدود السودان، فقام برحلة إلى مصر(القاهرة والإسكندرية)حيث لعب خلالها ستة مباريات كسب منها مباراتين وخسر مباراتين، وتعادل في اثنتين، وزار بعدها أسمرا عام1951، وأديس أبابا عام1954، والسعودية عام1957، وكان مدربه في ذلك الوقت المرحوم صالح رجب، وبعد تلك الزيارة تأسس فريق الهلال السعودي بالرياض.
وفي الفترة من عام 1949 إلى عام 1965م لعب الهلال العديد من المباريات مع فرق أفريقية و عربية، وعالمية، هزم حماسين الإرتري بالخرطوم، وفاز على كلية حقوق القاهرة عام 1954 بهدفين مقابل هدف ، وعلى بانثياكوس اليوناني بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وعلى الترسانة المصري في مباراة شهيرة بأربعة أهداف مقابل هدف، وعلى الميرا النمساوي، والأهلي القاهري في عام 1955، وعلى ريد استار الروسي عام1956، وذاع صيت الهلال بعد فوزه على نادي فاسكوديجاما البرازيلي في السابع من يونيو عام1963 بهدفين مقابل هدف، وللهلال سجل ناصع في هذا المجال، ويتحدث الهلاليون كثيراً عن زيارة فريق سانتوس البرازيلي للسودان في أواخر الستينات في أول زيارة زيارة للنجم العالمي بيليه للقارة الأفريقية بدعوة من نادي الهلال وانتهت تلك المباراة التاريخية بهدفين لسانتوس الذي يقوده بيلية مقابل هدف للهلال.
ملعب ونجوم الهلال
تم افتتاح استاد الهلال في الرابع من ديسمبر عام1965 في مباراة بين المنتخب الغاني الزائر والهلال انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق، ويسع استاد الهلال لخمسة وأربعين ألف متفرج، ولعب للهلال، وارتدى شعاره العشرات من النجوم الذين كسبوا شهرة كبيرة على النطاق العربي والأفريقي، منهم الحارس العملاق سبت دودو، الذي حمل العديد من الألقاب وعركته الميادين، على قاقرين، عزالدين الدحيش، سليمان فارس، حسن عطية، ديم الصغير، عثمان الديم، دريسة، حبشي، مصطفى النقر، الريح كاريكا، الفاتح النقر فيصل السيد، اللاعب الفذ نصرالدين عباس جكسا،حافظ عبيد، سمير صالح، طارق أحمدأدم، فيصل السيد، أسامة الثغر، تنقا، حمد دفع الله، الديبة، ياسر الديبة، ادوارد جلدو وهو من أبناء جنوب السودان، يور وهو من أبناء جنوب السودان.
و لعب للهلال أيضاً عبدالله موسى، جميل، جعفر ضرار، بكري عبدالجليل، وعشرات النجوم الذين يحتاج ذكرهم إلى كتب ومراجع، احترف العديد من نجوم الهلال في أندية عربية منهم السد العالي سليمان فارس للأهلي القاهري، مصطفى النقر وعلى قاقرين للنصر السعودي، الرشيد المهدية للزمالك، عزالدين الدحيش لقطر، الفاتح النقر للأهلي القطري، ابراهيم قلة للمقاولين العرب، محمد حسين كسلا للنصر الاماراتي، والقائمة تطول أيضا،كما احترف أسامة الثغر وومجدي كسلا للبرج اللبناني، والريح كاريكا للأنصار اللبناني، عاكف عطا بقطر والسعودية، صبحي للمقاولين العرب، كندورة للشرقية المصري، والي الدين محمد عبدالله في قطر القطري، مجيب الرحمن في الاتحاد القطري ، ابراهيم عبدالله الشهير بوليم بالقادسية القطري، بهاء الدين الله بالهلال القطري، أنس النور بالاسماعيلي المصري، والقائمة طويلة . و احترف عدد من لاعبي تنس الطاولة بهولندا مثل أسامة ومحمد بكندا.
نشاطات هلالية
وتعددت نشاطات نادي الهلال، وكانت تنتمي إليه أنشطة كفرق التمثيل والكشافة، الغناء، وفي تاريخ الهلال قصة شهيرة عندما اعترض الاستعمار الإنجليزي وممثله في السودان على اسم الهلال، واعتبر أنه تحايل، وربطه بالتضامن السوداني مع مصر، وكان الاستعمار الثنائي، إلى أن تدخل السياسي السوداني محمد صالح شنقيطي، والعمدة عبدالرحمن العوضي، اللذان أكدا للمفتش الإنجليزي أن الموضوع لا يتعدى مسألة شباب يريدون ممارسة نشاطهم الرياضي، ومع ذلك حاولت الأحزاب السياسية استقطاب الهلال كثيراً بعد الاستقلال، الذي لعب به الهلال دورا كبيراً.
ترأس مجلس إدارة نادي الهلال الكثير من الرموز مثل السيد الطيب عبدالله الذي ظل على رأس الهرم الإداري بالنادي كثيراً، وعمل بإدارة الهلال العديد من أبناء النادي الذين تبوؤا مناصب كبيرة في العمل الإداري بالدولة مثل اللواء عثمان سر الختم، السيد طه على البشير رجل الأعمال الشهير، أحمد دولة نائب رئيس بنك أيفوري، عبدالمجيد منصور رئيس البنك الأهلي السوداني، رجل الأعمال حسن هلال، الأمين البرير، الأمين عبدالمنعم، مأمون النفيدي، وكلهم من رجال المال والأعمال بالسودان، وهناك التجاني أبوسن مهندس، ياسر الأمين طيار، أحمد عبدالله، عثمان صباحي، أحمد أدم وهو مهندس أيضا، ويعتبر هؤلاء من قدامى لاعبي النادي بالإضافة للأستاذ أحمد دولة، ومحمد أحمد البلولة، الرشيد المقبول وهم أيضا من الرجال المال والأعمال بالسودان، وقاضي محكمة الاستئناف مولانا تاج السر بابكر.
اسماء هلالية لامعة
وضمن إدارات الهلال المتعاقبة أسماء لامعة وبارزة لها دورها في الأوساط العلمية والاقتصادية، والسياسية والاجتماعية مثل عبدالله السماني، اللواء ابراهيم محجوب، الفريق عبدالرحمن سر الختم وزير الدفاع السابق وزير رئاسة مجلس الوزراء حالياً، حسن عبدالقادر هلال، المهندس عمر البكري أبوحراز رئيس الاتحاد السوداني السابق، الطريفي الصديق سكرتير اتحاد الخرطوم، وعشرات الأسماء اللامعة.
للتاريخ
كل الأهلة كتبوا بأجندتهم يوم العاشر من مارس عام2002، ففيه خسروا ختام بطولة كأس الكؤوس العربية الأخيرة للأندية بعد دمج بطولات الاتحاد العربي، وتوجوا وصيفا لأول مرة، وسجلوا الاحصائيات، والصمود مع ضربات الجزاء، وميلاد النجوم الجدد في فريق الهلال مثل أحمد النور، عبد الرحيم كاشان، مجاهد أحمد محمد، أنور الشعلة، الياس عبدالكبير، معتز ابراهيم كبير، جيمس، خالد بخيت، رتشارد جاستن، ادوارد جلدو، الصادق تبري، سامي جرنان، هيثم طمبل، خالد جوليت، صلاح الضي، والكابتن حمد كمال، والمدرب العراقي أنور جسام، ومساعده عصام جاسم، مدرب الحراس حسن الطيب، المدير الاداري العقيد خالد بشير، رئيس البعثة اللواء ابراهيم محجوب ونائبه عبدالوهاب موسى، ومن اتحاد الكرة الباشمهندس عمر البكري أبوحراز، الذين لن ينساهم التاريخ لأنهم عادوا من تونس بالنصر المبين.
ومن قدامى اللاعبين الذين تبوؤوا مناصب إدارية بالنادي عثمان الديم، فوزي المرضي، والذين تقلدوا مناصب فنية هم فوزي المرضي، المرحوم شيخ ادريس كباشي، شوقي عبدالعزيز، الديبة، طارق أحمد أدم، مصطفى النقر، أحمد أدم.
يمتلك نادي الهلال صحيفة ناطقة باسمه، ويهتم بكافة الأنشطة، وتضم مبانيه مسجداً كبيراً، وروضة للأطفال، ومسرح، والاستاد الذي يضم مجمعات استثمارية، وظهر الهلال في مجالات استثمارية باسمه منها حليب الهلال، وشركة هلال السودان للاستثمار، وغيرها من المشاريع الاستثمارية.
تخرج من الهلال الكثير من الإداريين والمدربين الذين يعملون في المجال الرياضي بالسودان اليوم،يوجد بالسودان أكثر من ستة وعشرون نادياً في المدن المختلفة يحملون اسم الهلال تيمناً به، واستقطاباً لجماهيره العريضة على امتداد البلاد، ويوجد بكشف فريق كرة القدم ثلاثين لاعباً منهم خمسة لاعبين تحت سن العشرين.
احترف بالهلال العديد من النجوم منهم حارس تنزاني في الستينات، زولو وعمر أنجيدي وديدي من جمهورية الكنغو الديمقراطية، والمرحوم يوهانس والبرازيليان روبيرو وايمرسون ،غابيتو وداريو كان من موزبيق ، اكرم الصلوي من اليمن ويعتبر المدرب القدير فوزي المرضي ومساعده كابتن طارق أحمد أدم هم أصحاب المتواليات الإحدى عشر على فريق المريخ، حيث فاز عليه الهلال خمسة مرات وجاء بعدها تعادل،ثم فاز عليه مرة أخرى ستة مرات وجاء بعدها تعادلا أيضا، ويتشاءم المريخيون كثيراً من المدرب فوزي المرضي عندما يكون موجوداً على رأس الجهاز الفني لفريق الهلال، وهذا جزء يسير من سيرة الهلال الذاتية صاحب الجماهير العريضة في السودان الذي تطلق عليه الصحف اسم هلال الملايين.
وسيظل الزعيم زعيما الى الابد